أول أمس وفى الثانية صباحا كنت أجلس مع أحد الاصدقاء على مقهى بحى الحسين العتيق. كان يجلس حولنا عرب من جنسيات مختلفة.. ومن حين لأخر كان يأتى طفل أو امرأة تستجدى مالا.. خلفى مباشرة كان يجلس شخص يبدو انه يتابعنا باهتمام كلما تحدثنا.. دخل علينا طفل صغير وطلب بعض المال فرفض صديقى.. توجه الطفل إلى الشخص الذى يجلس خلفنا ويتابعنا وطلب منه المال.. فسأله أولا.. اسمك إيه؟ لم أميز كلمات الطفل.. ولكنى لمحته يعطيه ورقة مالية ويقول له اعدنى ان تذهب إلى بيتك مباشرة ..اوكيه؟.. بدا على صديقى علامات الضيق.. فالتفت إلى الجالس خلفنا وقال له :لو جالك حد تانى متدلوش حاجة.. فرد عليه: ليه يا أخى اعتبرها زكاة مال!!.. لم تعجبنى طريقته وهو يلقى بهذه الجملة.. لم تمر دقائق حتى عرفنا هذا الشخص بنفسه.. أنا أخوكم مرعى من فلسطين.. من عرب 48.. أهلا وسهلا.. اندمجنا فى الحديث.. عن الفقر.. وعن الثورات العربية.. وثورة مصر.. اخبرنا مرعى انه بيحب مصر قوى.. قال: يكفى انكم رغم الفقر شعب واعى ومتعلم.. ظن صديقى ان مرعى منبهر بالثورة المصرية.. ولكن مرعى رمى بأول قنبلة : ولكنكم ستترحمون على أيام مبارك.. فرد صديقى.. إيه ؟ مبارك؟ ده ديكتاتور. ده ... رد مرعى بسرعة: استنى علي..استنى علي يا خوي احنا العرب لازم ننضرب بالجزمة ولازم يحكمنا طاغية جبار عشان احنا شعب نمرود!!.. ازعجنى هذا الكلام فتدخلت قائلا : حضرتك عربى مش كده؟ فرد أيوة.. قلت له هتبقى فرحان وانت بتتحكم بالجزمة ؟ فرد بسرعة أيوة طبعا مش احنا العرب شعب نمرود وهمجى!؟... قلت بين وبين نفسى مفيش فايدة.. جالى تليفون.. وأول ما خلصت قررت اسألة : مرعى انت باسبورك اسرائيلى مش كده ؟ سؤال اجابته كانت معروفة لدي ولكنى حبيت انكد عليه.. وبانت عليه علامات النكد فعلا.. فبدا فجأة منبهر باسرائيل!! وبالتكنولوجيا الاسرائيلية وبالحياة فى اسرائيل بشكل عام وظل يحكى لنا حاجات حلوة عن اسرائيل.. وكيف انهم غير عنصريين.. فقاطعته : ايه؟ ازاى مش عنصريين؟ فقال اقصد فيما بينهم الحكومة هناك تهتم وتخاف جدا على مواطنيها.. المواطن فى اسرائيل له الكلمة الاولى والاخيرة.. على عكس العرب اللى لو ماتوا بالملايين ما فى حد هيسأل عنهم... وظل يتحدث عن حلاوة اسرائيل وكيف يمكننا جنى اموال ضخمة من هناك!!.. وقبل انتهاء حديثنا وجه لنا دعوة لزيارة اسرائيل.. فشكرناه وانصرفنا بأدب ، إلى ميدان التحرير....
مـــــــــــــــنـــــــــــــــقـــــــــــــــــــول